هل للجينات الوراثية دور في السمنة؟ تلعب الجينات الوراثية دورًا مهمًا في تحديد شكل الجسم وقابلية زيادة الوزن، حيث تؤثر على معدل الحرق، الشهية، وتوزيع الدهون في الجسم، لكن رغم هذا التأثير، فإن العوامل البيئية مثل النظام الغذائي ونمط الحياة تظل ذات تأثير كبير، مما يعني أن الوراثة ليست حكمًا نهائيًا على السمنة، بل يمكن التحكم بها باتباع أسلوب حياة صحي.
ما هي السمنة وما هي أعراض السمنة؟
السمنة هي حالة طبية تتمثل في تراكم مفرط وغير طبيعي للدهون في الجسم، مما يزيد من خطر الإصابة بمشكلات صحية، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يعرف الشخص على أنه يعاني من زيادة الوزن إذا كان مؤشر كتلة الجسم (BMI) أعلى من 25، ويعتبر مصابًا بالسمنة إذا تجاوز 30.
أعراض السمنة
تتعدد أعراض السمنة وتختلف في شدتها وتأثيرها على الأفراد، ومن أبرزها:
-
زيادة الدهون في الجسم، خاصة حول منطقة الخصر: تراكم الدهون بشكل ملحوظ في مناطق معينة من الجسم.
-
ضيق في التنفس: صعوبة في التنفس، خاصة أثناء النوم أو عند بذل مجهود بسيط.
-
التعرق الزائد: زيادة في التعرق حتى مع نشاط بدني بسيط.
-
الشخير ومشكلات في النوم: مثل توقف التنفس أثناء النوم.
-
مشاكل الجلد: نتيجة للتعرق الشديد وتراكم الرطوبة في طيات الجلد.
-
عدم القدرة على أداء المهام البدنية البسيطة: الشعور بالتعب والإرهاق عند القيام بأنشطة يومية.
-
آلام في الظهر والمفاصل: بسبب الضغط الزائد على الهيكل العظمي.
-
مشكلات نفسية: مثل الاكتئاب، وعدم الثقة بالنفس، والعزلة الاجتماعية.
ما هي أسباب السمنة؟
تتعدد أسباب السمنة وتشمل عوامل نمط الحياة، والعوامل الوراثية، والحالات الطبية، وغيرها، ومن أبرز هذه الأسباب:
-
الخمول البدني: قلة النشاط البدني تؤدي إلى حرق سعرات حرارية أقل، مما يسهم في زيادة الوزن.
-
الإفراط في تناول الطعام: تناول كميات كبيرة من الطعام، خاصة الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات، يؤدي إلى زيادة الوزن.
-
العوامل الوراثية: تلعب الجينات دورًا في تحديد كيفية تخزين الجسم للدهون وتوزيعها، مما يؤثر على الوزن.
-
اتباع نظام غذائي غني بالكربوهيدرات البسيطة: تناول كميات كبيرة من الكربوهيدرات البسيطة، مثل السكريات والحلويات، يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن.
-
تكرار تناول الطعام: تناول وجبات كبيرة بشكل متكرر يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن.
-
تناول بعض الأدوية: بعض الأدوية، مثل مضادات الاكتئاب وبعض أدوية السكري، يمكن أن تسبب زيادة في الوزن.
-
العوامل النفسية: التوتر، والقلق، والاكتئاب يمكن أن تؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام كوسيلة للتعامل مع المشاعر.
-
الحالات الطبية: بعض الحالات الطبية، مثل قصور الغدة الدرقية ومتلازمة كوشينغ، يمكن أن تسهم في زيادة الوزن.
هل هناك علاقة بين السمنة والعوامل الوراثية؟
هناك علاقة وثيقة بين السمنة والعوامل الوراثية، حيث تؤكد العديد من الدراسات أن الجينات تلعب دوراً أساسياً في تحديد قابلية الشخص لاكتساب الوزن وتخزين الدهون.
فالأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من السمنة يكونون أكثر عرضة للإصابة بها، لأن الجينات تؤثر على:
-
معدل الأيض (التمثيل الغذائي)
-
الشهية
-
طريقة تخزين الجسم للطاقة
-
الرغبة في تناول أطعمة معينة
لكن تجدر الإشارة إلى أن العوامل الوراثية لا تعني بالضرورة السمنة، بل تزيد فقط من القابلية، ويظل نمط الحياة (الغذاء والرياضة) هو العامل الحاسم في ظهور المشكلة أو السيطرة عليها.
هل يمكن التخلص من الدهون الوراثية؟
يمكن التخلص من الدهون الوراثية أو التقليل منها بشكل ملحوظ، رغم أن العوامل الوراثية قد تجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة لتراكم الدهون في مناطق معينة من الجسم، مثل البطن أو الأرداف، لكن العامل الوراثي ليس حُكمًا نهائيًا، بل يمكن التغلب عليه من خلال:
-
اتباع نظام غذائي صحي منخفض السعرات وغني بالبروتين والألياف.
-
الانتظام في ممارسة الرياضة، خاصة تمارين القوة وتمارين الكارديو لحرق الدهون.
-
تقليل التوتر والنوم الجيد، لأن الهرمونات تلعب دوراً في تخزين الدهون.
-
الاستمرار والثبات، لأن التخلص من الدهون ذات الخلفية الوراثية قد يحتاج وقتاً أطول.
بمعنى آخر، يمكن التحكم في التأثير الوراثي من خلال نمط حياة صحي ومنتظم.
هل للجينات الوراثية دور في السمنة؟
للجينات الوراثية دور كبير في السمنة، حيث تساهم في تحديد القابلية لزيادة الوزن وتخزين الدهون في الجسم. تؤثر الجينات على العديد من العوامل التي يمكن أن تساهم في السمنة، مثل:
-
معدل الأيض (التمثيل الغذائي): بعض الأشخاص يمتلكون جينات تؤدي إلى تقليل معدل الأيض، مما يجعلهم يحرقون سعرات حرارية أقل.
-
تخزين الدهون: بعض الجينات تؤثر على كيفية تخزين الجسم للدهون، ما يسبب زيادة في الوزن أو تجمع الدهون في مناطق معينة من الجسم.
-
الرغبة في تناول الطعام: هناك جينات قد تؤثر في شعور الشخص بالجوع أو إشارات الدماغ التي تتحكم في تناول الطعام، مما يؤدي إلى تناول الطعام بكميات أكبر.
-
الاستجابة للأطعمة: بعض الأشخاص قد يكونون أكثر عرضة للإفراط في تناول الأطعمة عالية الدهون أو السكر بسبب تأثير الجينات.
مع ذلك، الجينات ليست العامل الوحيد الذي يسبب السمنة، نمط الحياة مثل التغذية، النشاط البدني، والنوم، يؤثر بشكل كبير في تحديد الوزن بشكل عام.
ما هي أنواع سمنة الجينات الوراثية ؟
للسمنة الوراثية أنواع متعددة، تتفاوت في شدتها وآلية تأثيرها على الجسم، وتصنف بشكل رئيسي إلى:
1. السمنة أحادية الجين (Monogenic Obesity)
تنتج عن طفرة في جين واحد، و الذي يعد الأكثر شيوعًا، و تعتبر هذه الحالة نادرة، لكنها تظهر تأثيرًا قويًا على زيادة الوزن، حيث تؤدي الطفرة إلى اضطراب في تنظيم الشهية أو توازن الطاقة بالجسم و غالبًا ما تظهر أعراضها في مرحلة الطفولة المبكرة.
2. السمنة متعددة الجينات (Polygenic Obesity)
تسببها تغيرات في عدة جينات تؤثر على الوزن بشكل طفيف، وهي الشكل الأكثر شيوعًا للسمنة الوراثية، و تتفاعل هذه الجينات مع العوامل البيئية، مثل النظام الغذائي والنشاط البدني، مما يزيد من قابلية الشخص لاكتساب الوزن.
3. السمنة المرتبطة بالمتلازمات (Syndromic Obesity)
تنتج عن طفرات جينية ضمن أمراض محددة، مثل متلازمة برادر-ويلي أو متلازمة بارديت-بيدل، ولكن تتميز هذه الحالات بوجود أعراض أخرى بجانب السمنة، مثل التغيرات النمائية أو التشوهات العصبية.
4. السمنة المرتبطة بعوامل فوق جينية (Epigenetic Obesity)
تشير الدراسات الحديثة إلى أن التعديلات فوق الجينية، التي تؤثر على كيفية قراءة الجينات دون تغيير تسلسل الحمض النووي، قد تلعب دورًا في تطور السمنة، و تتأثر هذه التعديلات بالعوامل البيئية، مثل النظام الغذائي والتعرض للمواد الكيميائية، مما يؤدي إلى تغييرات في التعبير الجيني وزيادة الوزن.
ما هي مسحة تحليل جينات السمنة؟
مسحة تحليل جينات السمنة هي فحص وراثي يتم عن طريق أخذ عينة بسيطة من اللعاب أو مسحة من الخد (الأنسجة الفموية) لتحليل الحمض النووي (DNA) بهدف الكشف عن الطفرات أو التغيرات الجينية المرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالسمنة، وخلالها:
-
تؤخذ العينة عن طريق مسحة قطنية من داخل الفم، ثم ترسل إلى مختبر متخصص لتحليل الجينات المرتبطة بزيادة الوزن.
-
يفحص وجود طفرات في الجينات المرتبطة بتنظيم الشهية، التمثيل الغذائي، تخزين الدهون، ونمط استجابة الجسم للغذاء والرياضة.
-
يساعد التحليل على فهم القابلية الوراثية للسمنة، مما يساهم في تصميم خطط غذائية ورياضية مخصصة لكل شخص بناءً على جيناته.
- ولكن لا تستخدم النتيجة كتشخيص نهائي للسمنة، بل كأداة للتنبؤ بالميل الوراثي وزيادة الوعي بعوامل الخطر الوراثية.
موضوعات متعلقة: